وصلتنى ردود فعل ضخمة على مقال «وباء الترامادول» تصنف انتشاره بالكارثة والمأساة، هناك من اتصل بى من البحيرة وهو يقسم بأغلظ الأيمان أن أكثر من ٩٠% من قريته مدمنون للترامادول وهو واحد منهم، ويقول عن نفسه إنه مُدمرَّ نفسياً ولا يجد طريقاً للعلاج ويريد التخلص من حياته!!.. وهناك رسالة تنبه إلى انتشاره بين طالبات الجامعات وليس طلبة الجامعات فقط!. د. حامد عبدالله، أستاذ أمراض الذكورة والعقم، يؤكد أنه يضعف الرغبة الجنسية والانتصاب، ود. هدية، الباحثة فى العلوم البيطرية، أجرت أبحاثاً على الأرانب فوجدت انعكاساً سلبياً على عدد وحركة وشكل الحيوانات المنوية وليس فقط الأداء الجنسى الذى صار عنيفاً وشرساً.

أخطر الرسائل كان من أحد الأشخاص الذين يعملون فى إحدى الصيدليات، يقول: «أنا باشتغل فى صيدلية ومضطر أبيع ترامادول طبقا لرغبة صاحب الصيدلية وإلا صيدليته هتبطل تبيع أى حاجة لأن كل الصيدليات حوالينا بتبيع. الأخطر من كده إن نقابة الصيادلة والله فيها مفتشين ماعندهمش ضمير، والله جالى دكتور من النقابة وظبط عندى ترامادول كتير فكان رد فعله إنه قاللى: (حاول ماتحطش كميات كبيرة فى الدرج)، واتصل بصاحب الصيدلية وضحك معاه وقاله حاول يا دكتور مايبقاش الموضوع علنى أوى كده، وقاله أنا فى انتظارك تجيلى، وضحك معاه وسلم عليا ومشى من غير محضر أو حتى توبيخ».

ورسالة أخرى من الصيدلى ممدوح عز «صيدلية الملاك - أسيوط» يقول فيها: «أود أن أوضح بعض النقاط من واقع خبرتى كصيدلى: أولاً الترامادول كان مصنفاً جدول أول أدوية مؤثرة على الحالة النفسية وتحول منذ عدة أيام فقط إلى جدول أول مخدرات، بمعنى أن من يُضبط عنده ترامادول الآن سيحرر له محضر اتجار فى المخدرات، وهى خطوة مهمة جداً وستكون فعالة.. المشكلة الحقيقية الآن هى فى الترامادول المهرب (المعروف بالصينى)، فهذا لا يصل عن طريق شركات، وبالتالى يصعب التحكم فيه، ويؤسفنى كصيدلى أن يكون الصيادلة متهمين بالتسبب فى جزء كبير من هذه المشكلة لكنى من واقع خبرتى العملية رأيت أن كثيراً جداً من الصيادلة لا يقدرون الخطورة الحقيقية للدواء ولا يدركون مدى الضرر الذى يسببه على المدى البعيد، لذا يُقدِم الكثيرون على بيعه والاتجار فيه بالطبع، إلى جانب إغراء المكسب المادى الكبير».

نبهنى د . طارق أسعد، أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس، إلى عدة نقاط مهمة، منها علاقة الترامادول بالصرع ونوباته، خاصة عندما يداهم شخصاً فى العشرينيات أو الثلاثينيات لأول مرة، وأكد لى أنه يعتبر الترامادول أخطر من الهيروين وسهولة تناوله تجعله كارثة قومية، وعلاقته بحوادث السيارات واضطرابات النوم علاقة وثيقة، وعلاجه لابد أن يراعى الآثار النفسية بعيدة المدى، وهذا جزء لا يتجزأ من الصعوبة التى يواجهها الطبيب المعالج.

خطر داهم ومأساة عاصفة وكارثة محدقة وزلزال وطنى وقومى واجتماعى واقتصادى اسمه الترامادول ونحن مازلنا فى الغيبوبة.